< 1 >
ضع عنوان هنا
ضع فقرة نصية هنا
< 2 >
ضع عنوان هنا
ضع فقرة نصية هنا
< 3 >
ضع عنوان هنا
ضع فقرة نصية هنا
< 4 >
ضع عنوان هنا
ضع فقرة نصية هنا

الاثنين، 29 أبريل 2013

من أشراط الساعة .. قلة العمل


القول قنطرةٌ إلى العمل، والعمل في حقيقته سفينة النجاة إلى الآخرة، فإن لم يُثمر القول عملاً فما فائدته؟ وأي خيرٍ يُرتجى فيه؟ وليس له صدى على أرض الواقع؟ هي والله غاية الخسران أن يُفصم بين هذين المتلازمين: "القول والعمل".

ولذلك التلازم الظاهر رتّب الله سبحانه وتعالى الفلاح في الآخرة والنجاة من الخسران عليهما جميعاً، وذلك في قوله: {إن الإنسان لفي خسر* إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} (العصر:2-3).

ولقد أخبر رسول الهدى ومعلّم الناس الخير الأمة خبراً على سبيل التحذير من ترك العمل وإهمال التطبيق، فجعل هذه القضيّة من جملة الفتن المستقبليّة التي سيخوض الناس غمارها، ويقعون في شراكها، وسيظلّون كذلك حتى يتركوا القول والعمل جميعاً في آخر الزمان.

جاء في الحديث النبوي خبرٌ مشتملٌ على جملةٍ من أشراط الساعة كان منها ذكر كثرة القول على حساب ترك العمل، روى الدارمي في سننه، والحاكم في مستدركه وصحّحه الذهبي، أنعمرو بن قيس الكندي، قال: كنت مع أبي الفوارس وأنا غلامٌ شاب، فرأيت الناس مجتمعين على رجل، قلت: من هذا؟ قالوا: عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، فسمعته يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من اقتراب الساعة أن ترفع الأشرار وتوضع الأخيار، ويفتح القول ويخزن العمل، ويقرأ بالقوم المثناة ليس فيهم أحد يُنكرها) قيل: وما المثناة؟ قال عليه الصلاة والسلام: (ما اكتتبت سوى كتاب الله عز وجل).

وحتى يتّضح معنى "المثناة" المذكورة في الحديث ننقل قول أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه "غريب الحديث": "سألت رجلا من أهل العلم بالكتب الأولى، قد عرفها وقرأها عن المثناة؟ فقال: إن الأحبار والرهبان من بني إسرائيل بعد موسى وضعوا كتابا فيما بينهم على ما أرادوا من غير كتاب الله تبارك وتعالى، فسموه المثناة، كأنه يعني أنهم أحلوا فيه ما شاؤوا، وحرموا ما شاؤوا، على خلاف كتاب الله تبارك وتعالى".

وحريٌّ بنا أن نتأمّل في المقابلة اللفظيّة الحاصلة بين قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: (ويُفتح القول) وقوله عليه الصلاة والسلام: (ويُخزن الفعل)، ترى بوناً شاسعاً ومسافةً هائلةً تفصل بين القضيّتين.

أما القول فكأنّه بابٌ فُتح على مصراعيه فتفجّرت منه أنهار الأحاديث والكلمات، والتأليف والتجميع، كلامٌ تدفّق على واقع الحياة فسالت أوديةٌ بقدرها، فاحتمل ماؤها زبداً رابياً، وكان منه الغث والسمين، والنافع والضار، والباطل المحض والحق الصراح، لكنّه على كلّ حال: انتشارٌ واسعٌ للقول وللكلمة.

وعلى الطرف الآخر النقيض نجد خزناً للعمل، كأنّ العمل على أهميّته حبيسٌ في صندوقٍ محكم الإغلاق، وقد وُضعت عليه المتاريس الثِّقال، وغُيّبت شمسه عن الواقع حتى اكتست الكلمات برودةً، ولم يعد لها ذلك التأثير الحقيقيّ على النفوس، كالزهرة المصنّعة من المواد الصناعيّة ليس لها رائحةٌ، وقديماً قال الشاعر:

والعلم ليس بنافع أربابه ... ما لم يفد عملا وحسن تبصر
سيان عندي علم من لم يستفد ... عملا به وصلاة من لم يطهر
فاعمل بعلمك توف نفسك وزنها ... لا ترض بالتضييع وزن المخسر
ولم يسبق في أمّة الإسلام أن تجلّت فيها هذه النبوءة كما حدث في عصرنا، فإننا نجد في جهةً: كثرة المنابر الإعلاميّة، والانتشار الثقافي الواسع، وكثرة المؤلّفات، والإغراق في التقعيد والتنظير لمختلف القضايا الفكريّة والثقافيّة، والشرعيّة والسلوكيّة، والأخلاقيّة والتربويّة، ولم تعد مكتوبةً فحسب كما في السابق، ولكنها أصبحت كذلك مسموعةً ومرئيّة، في حين أن ساحات العمل تكاد تخلو من العاملين بهذه العلوم والمعارف المفيدة، ويجد المصلحون صعوبةً بالغةً في نقل الناس من حالة التلقّي المجرّد إلى التطبيق العملي، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

وقد حذّر الله سبحانه وتعالى من ترك العمل فقال: {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون* كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}(الصف:2-3)، وهذه الحالة الذميمة لاتقبلها المروءة، وتأباها النفوس النبيلة، ولذلك كان شعيب عليه السلام يقول لقومه: {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه} (هود:88).

وترك العمل من الزيغ والضلال الذي أُصيب به أهل الكفر:{فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم}(الصف: 5)، قال ابن كثير: "أي: فلما عدلوا عن اتباع الحق مع علمهم به، أزاغ الله قلوبهم عن الهدى، وأسكنها الشك والحيرة والخذلان"، والتارك للعمل لا يهديه الله، ولا يوفقه للخير؛ لأنه ردّ الحق بعد أن وصل إليه وعرفه. 

وذكر العلماء في تفسير قوله تعالى: {فنبذوه وراء ظهورهم} (آل عمران: 187) ، قول مالك: "أي: تركوا العمل به".

وجاء التوكيد على هذه القضيّة في السنّة النبوية، فعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه)رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وفي رواية أخرى للدارمي(وعن علمه ماذا عمل فيه).

ولهذا الإدراك لأهميّة العمل وضرورته كان السلف الصالح يحذّرون من مخالفة القول للعمل، نقرأ في كلامهم ما يشدّد على هذه المسألة، فالعلماء إذا علموا عملوا، ولا ينتفع بالموعظة من تمر على أذنيه فتتجاوزهما، كأنها المطر إذا وقع في أرض سبخة فلم يُنبت، ومن يفوق الناس في العلم جدير أن يفوقهم في العمل، والعمل بالعلم وتطبيقه هو الطريق إلى المعارف الجديدة والعلوم المرضيّة، فمن عمل بعلمه أورثه الله علم ما لم يعلم، وفتح بصيرته وأنار قلبه، يقول الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود: "تعلموا تعلموا, فإذا علمتم فاعملوا"، وكان نقش خاتمالحسين بن علي رضي الله عنهما: "علمت فاعمل".

ونقول أخيراً ما ورد على ألسنة الحكماء إذ قالوا: " العلم خادم العمل، والعمل غاية العلم، فلولا العمل لم يُطلب علم، ولولا العلم لم يطلب عمل" والسعيد من هدي إلى صحيح العلم، ووُفّق إلى صالح العمل، نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه.
المصدر اسلام ويب

حقيقة عيد الحب والموقف الشرعي منه


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، ففي سلسلة من الهجمات الشرسة التي يشنها الكفار على الأمة الإسلامية لطمس معالمها والقضاء على قيمها يروج الإعلام الغربي وحلفاؤه لعيد خبيث، سموه باسم شريف، لينشروا الرذائل في أثواب الفضائل تلبيسًا وتدليسًا على المسلمين، ذلكم هو عيد الحب، أو عيد القديس فالنتاين!!ماذا تعرفون عن يوم 14 فبراير؟! ربما يقول البعض: لا نعرف عنه شيئاً، أو هو يوم كغيره من الأيام، ولكن الكثيرين سيقولون: إنه يوم الورود الحمراء والقلوب الحمراء والهدايا الحمراء... إنه عيد الحب ( Valantine’s day ) .

ولكن هؤلاء وأولئك ربما لا يدركون قصة هذا اليوم ولا سببه، ولا أنهم بذلك يشاركون النصارى في إحياء ذكرى قسيس من قسيسيهم.

ولكن ما قصة هذا اليوم وما أصله؟!
جاء في الموسوعات عن هذا اليوم أن الرومان كانوا يحتفلون بعيد يدعى ( لوبركيليا ) في 15 فبراير من كل عام ، وفيه عادات وطقوس وثنية ؛ حيث كانوا يقدمون القرابين لآلهتهم المزعومة ، كي تحمي مراعيهم من الذئاب ، وكان هذا اليوم يوافق عندهم عطلة الربيع؛ حيث كان حسابهم للشهور يختلف عن الحساب الموجود حالياً، ولكن حدث ما غير هذا اليوم ليصبح عندهم 14 فبراير في روما في القرن الثالث الميلادي.

وفي تلك الآونة كان الدين النصراني في بداية نشأته، حينها كان يحكم الإمبراطورية الرومانية الإمبراطور كلايديس الثاني، الذي حرم الزواج على الجنود حتى لا يشغلهم عن خوض الحروب، لكن القديس (فالنتاين) تصدى لهذا الحكم، وكان يتم عقود الزواج سراً، ولكن سرعان ما افتضح أمره وحكم عليه بالإعدام، وفي سجنه وقع في حب ابنة السجان ، وكان هذا سراً حيث يحرم على القساوسة والرهبان في شريعة النصارى الزواج وتكوين العلاقات العاطفية، وإنما شفع له لدى النصارى ثباته على النصرانية حيث عرض عليه الإمبراطور أن يعفو عنه على أن يترك النصرانية ليعبد آلهة الرومان ويكون لديه من المقربين ويجعله صهراً له، إلا أن (فالنتاين) رفض هذا العرض وآثر النصرانية فنفذ فيه حكم الإعدام يوم 14 فبراير عام 270 ميلادي ليلة 15 فبراير عيد (لوبركيليا)، ومن يومها أطلق عليه لقب "قديس".

وبعد سنين عندما انتشرت النصرانية في أوربا وأصبح لها السيادة تغيرت عطلة الربيع، وأصبح العيد في 14 فبراير اسمه عيد القديس (فالنتاين) إحياء لذكراه؛ لأنه فدى النصرانية بروحه وقام برعاية المحبين، وأصبح من طقوس ذلك اليوم تبادل الورود الحمراء وبطاقات بها صور (كيوبيد) الممثل بطفل له جناحان يحمل قوساً ونشاباً، وهو إله الحب لدى الرومان كانوا يعبدونه من دون الله!!وقد جاءت روايات مختلفة عن هذا اليوم وذاك الرجل، ولكنها كلها تدور حول هذه المعاني.

هذا هو ذلك اليوم الذي يحتفل به ويعظمه كثيرٌ من شباب المسلمين ونسائهم، وربما لا يدركون هذه الحقائق.
لماذا الحديث عن هذا اليوم؟ لعل قائلاً يقول: إنكم بذلك تروجون لهذا اليوم الذي ربما لم يكن يعرفه الكثير؟!
ولكن نقول لأخينا إن المتأمل في أحوال كثير من الشباب في هذا اليوم وكذلك الحركة التجارية والتهاني المتبادلة في هذا اليوم ليدرك مدى انتشار هذا الوباء وتلك العادة الجاهلية والبدعة المذمومة في بلاد الإسلام انتشار النار في الهشيم، وهي دعوة وراءها ما وراءها من أهداف أهل الشهوات وإشاعة الفحشاء والانحلال بين أبناء المسلمين تحت اسم الحب ونحوه.
ثم قد يقول قائل: أنتم هكذا تحرمون الحب، ونحن في هذا اليوم إنما نعبر عن مشاعرنا وعواطفنا وما المحذور في ذلك؟!

والجواب:
أولاً: من الخطأ الخلط بين ظاهر مسمى اليوم وحقيقة ما يريدون من ورائه؛ فالحب المقصود في هذا اليوم هو العشق والهيام واتخاذ الأخدان والمعروف عنه أنه يوم الإباحية والجنس عندهم بلا قيود أو حدود . . . وهؤلاء لا يتحدثون عن الحب الطاهر بين الرجل وزوجته والمرأة وزوجها.

ثانياً: ثم إن التعبير عن المشاعر والعواطف لا يسَوِّغ للمسلم إحداث يوم يعظمه ويخصه من تلقاء نفسه بذلك، ويسميه عيداً أو يجعله كالعيد فكيف وهو من أعياد الكفار؟! .

وقد تضافرت نصوص الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم على التحذير من ذلك أشد التحذير:
فمن النصوص التي جاءت تحذر من المشاركة في أعيادهم:
1ـ قول الله تعالى في وصف عباد الرحمن : { والذين لا يشهدون الزور}[الفرقان:72]. قال ابن سيرين: "هو الشعانين" (عيد من أعياد النصارى). وقال مجاهد: "أعياد المشركين". وروي نحوه عن الضحاك.
2 ـ وقوله : {لكل أمة جعلنا منسكاً هم ناسكوه}[الحج: 67].
3- وقوله تعالى :{لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا}[المائدة: 48].

قال ابن تيمية: الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله سبحانه {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا} وقال: {لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه} كالقبلة والصلاة والصيام فلا فرق بين مشاركتهم في العيد  وبين مشاركتهم في سائر المناهج فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر، بل الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع ومن أظهر ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره, ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه. وأما مبدؤها فأقل أحواله أن يكون معصية وإلى هذا الاختصاص أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((إن لكل قوم عيدا وإن هذا عيدنا)) [البخاري 952، ومسلم 892ا"[الاقتضاء (1/471ـ472)].
كما أن الأعياد من خصائص الأديان: جاء في حديث عائشة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ((يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا)) [البخاري 952، ومسلم 892].
وفي حديث عقبة بن عامر مرفوعًا: ((يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب ))[أبو داود 2419،وهو صحيح].
قال ابن تيمية: " هذا الحديث وغيره قد دل على أنه كان للناس في الجاهلية أعياد يجتمعون فيها، ومعلوم أنه لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم محا الله ذلك عنه فلم يبق شيء من ذلك، ومعلوم أنه لولا نهيه ومنعه لما ترك الناس تلك الأعياد ..... وهذا يوجب العلم اليقيني بأن إمام المتقين صلى الله عليه وسلم كان يمنع أمته منعًا قويًا عن أعياد الكفار ويسعى في دروسها وطموسها بكل سبيل". [الاقتضاء (1/444 ـ 445)].

كما أنه جاءت نصوص كثيرة في الأمر بمخالفة الكافرين واجتناب أفعالهم الدينية والدنيوية:
1- قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم)) [البخاري 3462، ومسلم 2103].
2- وقال عليه الصلاة والسلام: ((خالفوا المشركين؛ أحفوا الشوارب وأوفوا اللحى)) [البخاري 5892، ومسلم 259].
3 ـ وقال عليه الصلاة والسلام: ((صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود،صوموا قبله يوماً أو بعده يوماً)) [أحمد 1/241.قال أحمد شاكر (2154): إسناده حسن].
علة النهي عن التشبه بالكافرين: من الحكم العظيمة التي من أجلها نهى الله عز وجل عن التشبه بالكافرين أن مشابهتهم تورث محبتهم وموالاتهم، وذلك ينافي الإيمان.
قال ابن تيمية: "لو اجتمع رجلان في سفر أو بلد غريب وكانت بينهما مشابهة في العمامة أو الثياب أو الشعر أو المركوب ونحو ذلك لكان بينهما من الائتلاف أكثر مما بين غيرهما، وكذلك تجد أرباب الصناعات الدنيوية يألف بعضهم بعضاً ما لا يألفون غيرهم". 
هذا في المشابهة في الأمور الدنيوية، فكيف بمشابهتهم في الأمور الدينية؟ لاشك أن إفضاءها إلى المحبة والموالات أكثر وأشد.
وبعد أخي الحبيب وأختي الكريمة أمايكفينا معاشر المسلمين ما شرعه لنا رب العالمين وسنه لنا إمام المرسلين ؟!
اسمعوا لهذا الحديث لحبيبكم صلى الله عليه وسلم وهو ينهى الأنصار عن الاحتفال بعيديهم في الجاهلية: ((إن الله قد أبدلكما خيراً منهما: يوم الأضحى وعيد الفطر)) [أبو داود 1134، والنسائي 1556، وأحمد(3/103)، وهو صحيح].

ثالثاً:لا يوجد دين يحث أبناءه على التحابب والمودة والتآلف كدين الإسلام، وهذا في كل وقت وحين لا في يوم بعينه بل حث على إظهار العاطفة والحب في كل وقت كما قال عليه الصلاة والسلام: ((إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه)) [أبو داود 5124، والترمذي 2392، وهو صحيح]، وقال: ((والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا أَوَلاَ أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم)) [مسلم54].
بل إن المسلم تمتد عاطفته لتشمل حتى الجمادات فهذا جبل أحد يقول عنه عليه الصلاة والسلام : (( هذا أحد جبل يحبنا ونحبه)) [البخاري 2889، ومسلم 1365].  

ثم إن الحب في الإسلام أعم وأشمل وأسمى من قصره على صورة واحدة وهي الحب بين الرجل والمرأة، بل هناك مجالات أشمل وأرحب وأسمى؟ فهناك حب الله تعالى وحب رسوله عليه السلام وصحابته وحب أهل الخير والصلاح وحب الدين ونصرته، وحب الشهادة في سبيل الله وهناك محاب كثيرة؛ فمن الخطأ والخطر إذن قصر هذا المعنى الواسع على هذا النوع من الحب.

الحياة الزوجية والأسرية الناجحة إنما تقوم على المودة والرحمة:
لعل البعض متأثراً بما تبثه وسائل الإعلام والأفلام والمسلسلات ليل نهار، لعله يظن أنه لا يمكن أن ينشأ زواج ناجح إلا إذا قامت علاقة حب كما يقولون بين الشاب والفتاة حتى يتحقق الانسجام التام بينهما ومن ثم تكون حياة زوجية – إن وجدت – ناجحة.

وناهيك عما في ذلك الكلام من دعوة للاختلاط والانحلال وكثير من الانحرافات الخلقية وما ينشأ عنه من فساد كبير وجرائم عظيمة وضياع للحرمات والأعراض، لن نتناول الرد على هذه الدعوى من هذا المنطلق ولكن من واقع الدراسات والأرقام:

ففي دراسة أجرتها جامعة القاهرة (وهي جامعة علمية محايدة وليست جهة إسلامية حتى يشكك فيها)حول ما أسمته زواج الحب، والزواج التقليدي، جاء في الدراسة:

الزواج الذي يأتي بعد قصة حب تنتهي 88% من حالاته بالإخفاق. أي بنسبة نجاح لا تتجاوز 12%. وأما ما أطلقت عليه الدراسة الزواج التقليدي فقد حقق 70% من حالات النجاح.

وبعبارة أخرى فإن عدد حالات الزواج الناجحة في الزواج الذي يسمونه تقليدياً تعادل ستة أضعاف ما يسمى بـ"زواج الحب".[رسالة إلى مؤمنة 255].

وهذه الدراسة أكدتها جامعة سيراكوز الأميركية في دراسة تبين منها بما لا يقبل الشك إطلاقاً أن الحب أو العشق ليس ضمانة لزواج ناجح بل في الأغلب يؤدي إلى الإخفاق، وما هذه النسب المخيفة في حالات الطلاق إلا تصديق لهذه الحقائق.

ويقول الدكتور صول جوردن الأستاذ المحاضر في الجامعة السابقة تعليقاً على هذه الظاهرة: "إنك حين تكون في حالة حب؛ فإن العالم كله بالنسبة إليك يدور حول شخص من تحب، ويأتي الزواج ليثبت عكس ذلك، وليهدم تصوراتك كلها، لأنك تكتشف أن هناك عوالم أخرى لابد أن ننتبه لوجودها ليس عوالم البشر فقط؛ بل عوالم المفاهيم والقيم والعادات التي لم تكن لتنتبه لوجودها من قبل". [المرجع السابق].

ويقول د.فريدريك كونيغ أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة تولين: "إن الحب الرومانسي قوي وعاطفي جداً ولكنه لا يدوم، بينما الحب الواقعي مرتبط بالأرض والحياة ويستطيع أن يصمد أمام التجربة". ويضيف: "إنه من المستحيل أن يصل الإنسان إلى تطويع العواطف القوية في الحب الرومانسي؛ إن هذا الحب يبدو مثل الكعكة، يحس الإنسان بالمتعة وهو يتناولها، ثم يجيء زمن الهبوط، بينما الحب الواقعي هو الذي يعني تقاسم الحياة اليومية، والتعاون من أجل أن يستمر، وفي مثل هذا التعاون يستطيع الإنسان أن يصل إلى حاجته الإنسانية". [ملحق جريدة القبس 5537 نقلاً من رسالة إلى حواء 296].

وذلك الذي يتحدث عنه الكاتب ولا يدركه ويسميه الحب الواقعي هو ما عبر القرآن عنه بالمودة في قوله تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} [الروم:21].

فالصلة بين الزوجين صلة مودة ورحمة وليست علاقة عشق وهيام وصبابة وغرام؛ فهي صلة محبة هادئة (مودة) وصلة (رحمة) متبادلة، لا أوهام عشقية لا تثبت على أرض الواقع، ولا خيالات غرامية لم يقم عليها أي زواج ناجح.

وما أفقه عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال ـ مخاطبًا النساء ـ: "إذا كانت إحداكن لا تحب الرجل منا فلا تخبره بذلك، فإن أقل البيوت ما بني على المحبة وإنما يتعاشر الناس بالحسب والإسلام".

ولكن لا يفهم أحد من كلامنا أننا ندعو إلى إغفال العواطف بين الأزواج أو جفاف المشاعر والأحاسيس بين الزوجين ...

وهذا رسولنا عليه الصلاة والسلام يضرب لنا أروع الأمثلة في محبته لأهل بيته كما جاء في السنة المطهرة :فيحرص عليه الصلاة والسلام أن يشرب من الموضع الذي شربت منه زوجه عائشة رضي الله عنها، وفي مرض موته يستاك بسواكها ويموت عليه الصلاة والسلام على صدرها،بين سحرها ونحرها فأي حب أشرف وأسمى من هذا؟!
ولكن هذا شيء وما يهدفون إليه من وراء دعوتهم هذه شيء آخر.

ثم أين دعوى الحب وتخصيصهم يوم عيد له، وهذا واقعهم كما تقول دراساتهم وإحصاءاتهم:
1 ـ في دراسة أمريكية عام (1407 هـ/ 1987م) جاء فيها:79% من الرجال يقومون بضرب النساء، بخاصة إذا كانوا متزوجين ....!! [جريدة القبس (15/2/1988)].

2 ـ وفي دراسة أعدها المكتب الوطني الأمريكي للصحة النفسية جاء فيها: 17% من النساء اللواتي يدخلن غرف الإسعاف من ضحايا ضرب الأزواج أو الأصدقاء. 83% دخلن المستشفيات سابقًا مرة على الأقل للعلاج من جروح وكدمات أصبن بها: كان دخولهن نتيجة الضرب. وأضافت الدراسة أن هناك نساء أكثر لا يذهبن إلى المستشفى للعلاج بل يضمدن جروحهن في المنزل.

3ـ وفي تقرير للوكالة الأمريكية المركزية للفحص والتحقيق F.P.T فإن هناك زوجة يضربها زوجها كل 18 ثانية في أمريكا.

4 ـ ونشرت مجلة التايم الأمريكية أن حوالي 4000 زوجة من حوالي ستة ملايين زوجة مضروبة تموت نتيجة ذلك الضرب!!

5 ـ وفي دراسة ألمانية: ما لا يقل عن 100 ألف امرأة تتعرض سنويًا لأعمال العنف الجسدي أو النفساني التي يمارسها الأزواج أو الرجال الذين يعاشرونهن مع احتمال أن يكون الرقم الحقيقي يزيد على المليون.

6 ـ وفي فرنسا تتعرض حوالي مليوني امرأة للضرب.

7 ـ وفي بريطانيا في أحد استطلاعات الرأي شاركت فيه 7 آلاف امرأة قالت 28% منهن: إنهن يتعرضن للهجوم من أزواجهن أو أصدقائهن.

ما الواجب على المسلمين تجاه هذه الانحرافات: 
أولاً: التأكيد على عقيدة الولاء والبراء، ولوازمها، والتحذير من مشابهة أهل الكتاب في مظاهرهم وأعيادهم وأيامهم.

ثانياً:التحذير من الانسياق وراء الشعارات البراقة والدعاوى الكاذبة والمظاهر الخداعة، والتي تهدف في حقيقتها إلى جر المسلمين إلى حمأة موبوءة وفساد عريض.

ثالثاً: نداء إلى القائمين على أجهزة الصحافة والإعلام والمسؤولين عن عرض تلك الأفلام والمسلسلات والتي تزين الحب بين الفتى والفتاة، وتصور العشق مقدمة لابد منها لأي زواج ناجح كما يزعمون، فهي مع كونها ترسخ في أذهان الفتيات الصغيرات أوهاماً وخيالات تجعلهن عرضة للخطأ، وصيداً سهلاً لشباك الشباب الزائغ الضائع، فإلى جانب ذلك تعمل على هدم المجتمع وترفع نسب الطلاق؛ فتهدم المجتمع بإثارة الفتنة والشهوات بين أبنائه، وترفع نسب الطلاق حين تحسب الفتاة بعد الزواج أن زواجها قد أخفق؛ لأن مشاعر العشق توقفت، وواقعية الزواج ظهرت، والمسؤوليات تسارعت؛ فتحسب المخدوعة أن زواجها أخفق.

وكذلك يحسب الفتى الذي يجد زوجته قد انشغلت ببيتها وأولادها، ولم تعد تظهر له العواطف القديمة ومشاعر العشق الوالهة، أن زواجه قد أخفق؛ فينشأ الشجار لأتفه الأسباب، وتشتد الخلافات، ويحتدم الشقاق، ليقع الطلاق أو يمسكه على هون!!.

رابعاً: نداء إلى أصحاب المحلات والتجار المسلمين ألا يدفعهم حرصهم على ربح عاجل يوشك أن يفنى ألا يدفعهم ذلك إلى مشاركة هؤلاء في أفعالهم وإعانتهم عليها ببيع ما يستعينون به على ذلك، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إن بيعهم في أعيادهم للأكل والشرب واللباس يكره كراهة تحريم؛ لأن هذه إعانة قد تفضي إلى إظهار الدين الباطل وكثرة اجتماع الناس لعيدهم وظهوره، وهذا أعظم من إعانة شخص معين" . [اهـ بتصرف يسير من الاقتضاء (1/251)].
وهذا المنع إذا كان يبيعه لأهل الكتاب ليستعينوا به على دينهم ؛ فكيف ببيعه للمسلم المأمور بعدم التشبه بهم أصلاً؟!
فتوى الشيخ عبد الله بن جبرين في الاحتفال بهذا اليوم:  سئل فضيلته: انتشر بين فتياننا وفتياتنا الاحتفال بما يسمى عيد الحب (يوم فالنتاين)وهو اسم قسيس يعظمه النصارى يحتفلون به كل عام في 14 فبراير، ويتبادلون فيه الهدايا والورود الحمراء، ويرتدون الملابس الحمراء، فما حكم الاحتفال به أو تبادل الهدايا في ذلك اليوم وإظهار ذلك العيد جزاكم الله خيرًا.
 فأجاب حفظه الله:
أولاً: لا يجوز الاحتفال بمثل هذه الأعياد المبتدعة؛ لأنه بدعة محدثة لا أصل لها في الشرع فتدخل في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) أي مردود على من أحدثه.

ثانيًا: أن فيها مشابهة للكفار وتقليدًا لهم في تعظيم ما يعظمونه واحترام أعيادهم ومناسباتهم وتشبهًا بهم فيما هو من ديانتهم وفي الحديث: ((من تشبه بقوم فهو منهم)).

ثالثًا: ما يترتب على ذلك من المفاسد والمحاذير كاللهو واللعب والغناء والزمر والأشر والبطر والسفور والتبرج واختلاط الرجال بالنساء أو بروز النساء أمام غير المحارم ونحو ذلك من المحرمات، أو ما هو وسيلة إلى الفواحش ومقدماتها، ولا يبرر ذلك ما يعلل به من التسلية والترفيه وما يزعمونه من التحفظ فإن ذلك غير صحيح، فعلى من نصح نفسه أن يبتعد عن الآثام ووسائلها.

وقال حفظه الله: وعلى هذا لا يجوز بيع هذه الهدايا والورود إذا عرف أن المشتري يحتفل بتلك الأعياد أو يهديها أو يعظم بها تلك الأيام حتى لا يكون البائع مشاركًا لمن يعمل بهذه البدعة والله أعلم.

وبعد: أيها المسلمون، أما لكم في عيد الأضحى وعيد الفطر غنية وكفاية؟! أوليس دينكم هو دين السعادة والهداية؟! فاحذروا هذه الأعياد البدعية الكفرية، احذروها وحذِّروا الناس منها، واعتزوا بدينكم، وتميّزوا عن الضالين من غيركم، واربؤوا بأنفسكم أن تسيروا على آثارهم، أو تتأثروا بأفكارهم، فلأنتم أشرف عند الله من ذلك.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المنبر
المصدر اسلام ويب

الإعلام التغريبي.. والاغتيال الثقافي


بات الإعلام اليوم قوة رهيبة بفضل ما حدث من التطورات في نطاق شبكة الاتصالات الحديثة مع دخول الأقمار الصناعية ساحة الإعلام وتمازج تقنيات نظم المعلومات المؤسَّسَة على الكمبيوتر مع تقنيات نظم الاتصالات الفضائية المتأسسة على الأقمار الصناعية.. حتى لم يعد على أي إنسان أن ينتظر كثيرا حتى يعرف الأخبار في الجزء الآخر من الكرة الأرضية، أو أن ينتظر أسابيع حتى يحصل على آخر فيلم أنتجته شركة أمريكية.. بل يمكن الحصول عليه عبر الشبكات خلال دقائق أو حتى ثوان معدودة.

والذي يعنينا من التعرض لهذا القصف الإعلامي هو مقصود المُصَدِّر لهذه المواد ممن يصدرونها إليهم.. ولم يعد خافيا أن الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا ودول أوروبا تروج للنموذج الغربي والعمل على تعميقه في فكر الدول المستهدفة.

اغتيال ثقافي:إن عملية القصف الإعلامي هذه يمكن تسميتها بعملية الاغتيال الثقافي لهذه الدول ـ وعلى رأسها الأمة الإسلامية والدول العربية ـ حتى تتهدم مقوماتها وتنهار قواها؛ فتنسحب من ساحة الدعوة والتبشير بالإسلام وتنشغل بما يصدر إليها لتكون السيطرة على العالم خالصة لهم بلا منازع..

وهذا الذي ذكرناه ليس ادعاء أو رجما بالغيب أو رميا للناس بما ليس فيهم كذبا وبهتانا.. وإنما هذا ما صرح به الكاتب الأمريكي هربرت شيللر حيث يقول: "إن صناع القرار السياسي والمفكرين في الغرب كانوا قد بحثوا عن بدائل جديدة تضمن سيطرة الغرب على أوضاع الشعوب الثقافية وضمائرها، وأنهم قد أجمعوا على الإعلام الدولي بديلا مؤهلا لخوض الغزوة القادمة".

ومن خلال كلمات شيللر يمكن ملاحظة الآتي: 
ـ أن المسألة مقصودة وممنهجة ومدروسة، وليست مجرد صناعة تصدر من بلد إلى بلد آخر.
ـ أن الأمر يتم على أعلى مستوى، ويتولاه أكابر القوم، وحسب قول شيللر (صناع القرار والمفكرون).
ـ أن المقصد من وراء ذلك السيطرة على العالم وشعوبه، والتحكم في أوضاعهم، وحتى في تشكيل ضمائرهم، وأن الغزو الثقافي لتغيير المفاهيم هو مطلب استراتيجي.
ـ وأخيرًا وهو هام جدا: أن أعظم وسيلة، وأفضل سبيل لتحقيق ذلك هو الإعلام، وقد اتفقوا على ذلك بالإجماع.
ـ ولا أنسى أو أغفل تسميته لذلك "بالغزوة القادمة" لأن هذه الكلمة لها مدلولاتها التي تدل على ما وراءها.

تغريب واغتيال:لقد عملت بالفعل دول الغرب وأمريكا على ما قرره شيللر سابقا، ولا نقول إنها بدأت الغزو فعليا؛ "لأن هذا الغزو قديم جدا"، لكن يمكن القول بأنه زاد التركيز واشتدت الضراوة، وتصدر الإعلام جيش الغزاة.

ففي عصر الثورة المعلوماتية واختراق القنوات والأقمار لدواخل بيوتنا وغرف نومنا بصورة لم يعد بالإمكان المنع التام، وأصبح من المستحيلات التحكم، ومن المجهدات محاولات الترشيد، غرق الكثير أو الأكثر في موجات الزحف المتلاطم، ولم يكد ينجو أحد من آثار القصف المتلاحق، وصار الناس بين قتيل وجريح.

حملات متتالية وهجمات وموجات متوالية تحمل إيديولوجيات (عقائد وأفكارا) تعصف بثوابتنا العقدية، وتقلقلها من أماكنها وتحاول أن تقتلعها من جذورها.. حتى دخلت المسلَّمات والثوابت حيز الشك والتردد وإعادة النظر، مع عرض أخبار ومشاهد في أخبار عن حرق المصاحف والإساءات لله ولرسوله ولكتابه حتى يعتاد المسلمون على رؤية ذلك والسماع عنه ليهون عليهم وتزول عنهم عظمة ذلك وتعظيمه من قلوبهم أو تقل على أقل تقدير.

وأنا هنا لا أريد الاستقصاء ولكن هو بيان لواقع يتعرض له المسلمون في بلادهم وداخل بيوتهم كانوا بمعزل منه وفي غنى عنه لولا الغزو الإعلامي الرهيب.

وما يقال عن العقيدة يقال مثله وأضعافه عن الأخلاق والقيم والسلوكيات... 
والمنتجات الإعلامية الغربية بما تصحبه من أشكال الجذب والإغراء وما يعينها من تقنيات عالية متقدمة في الإعداد والإخراج، وما يبذل في الإعداد والتنفيذ ، يجعلها تؤثر بلا بشك ـ بل بقوة ـ في عقل المشاهد المسلم وتدفعه للانبهار بهذه الثقافة وتقليدها والميل بالرغبة في مثل معيشتهم وحريتهم المثالية المزعومة دون النظر إلى أن هؤلاء ليس عندهم أية حواجز دينية تردعهم أو ضوابط أخلاقية تمنعهم.

إن ما نراه اليوم من انحلال أخلاقي وابتعاد عن المبادئ الراقية للدعوة الإسلامية، وانكفاء على الذات، ومحبة للنفس أو ما يسمى في الحقيقة أنانية، ولا مبالاة عند رؤية المنكرات أو عدم حركة لنصرة المظلوم ومساعدة الضعيف، ونسيان حق الجوار وصدق الصحبة وإكرام الضيف، وانعدام أو قلة المروءة وصيانة الأعراض.....إلى آخر هذه المبادئ التي أرساها الدين وقبلتها الفطرة الطاهرة، إنما هو انتكاس عن أخلاقيات الإسلام والعرب إلى مفاهيم الغرب؛ إذ هي حياتهم ومبادئهم وهو ما نستطيع أن نختصره في كلمة الغزو الثقافي أو العولمة.

الشباب المتغرب:كما أن توجه الكثير من شبابنا وفتياتنا نحو الموضة الغربية ومحاكاة أنماط وسلوكيات الغربيين البعيدة تماما عن قيم الإسلام ومبادئه؛ إنما هو أكبر دليل على أن هذا الغزو الثقافي قد أثمرت بذرته وبانت نتيجته وآتى أكله.

والثمرة المرة لدينا ـ ولكنها القطاف اليانع عند الغرب ـ هو ما يحكيه محمد شمس الحق في كتابه "الدعوة إلى الله" .. حيث يقول: 
"من المعلوم بداهة أن شبابنا بعد وقوعهم تحت سياسة القولبة الثقافية بأشكال وأنماط الحضارة الغربية وجريان الذوق الغربي في شرايينهم يصعب دعوتهم في الأسرة والمدرسة وأماكن العبادة ـ هذا إذا بقوا موجودين فيها ـ للالتزام بقيم الإسلام الفاضلة، وما يؤكد عليه هذا الدين من المثل العليا والأخلاق الكريمة؛ وذلك بسبب انفصام شخصيتهم وتحولهم إلى ضياع في الهوية والشخصية والهدف".

وكلاء الغرب:ولكن أعظم أشكال التغريب الثقافي الذي تحقق بواسطة وسائل الإعلام الغربية كما في كتاب "الغزو القادم من الفضاء" هو "أن بعض من يعيشون بين ظهرانينا من أبناء جلدتنا أصبحت عقولهم مبرمجة ومقولبة بالقالب الغربي، وبشكل خاص بسلبياته، فباتوا يقولون: "إن ثقافة الغرب الحاضرة بحلوها ومرها، بخيرها وشرها، هي ثقافة العصر وهي ثقافة الغالبين والمنتصرين وأن حجبها عن شعوبنا هو حَجْر على العقول لا يجوز، ثم يزيدون بأن أسلافنا قد عرفوا هذا المنهج الانفتاحي على ثقافة معاصريهم فازدادوا قوة على قوتهم".

أقول: وبهذا يكون الغرب قد حقق مبتغاه، وزرع بين أبناء المسلمين عقولا غربية تماما على أجساد شرقية، فهم حملة لواء مطالبه وهم الذين سيسعون لتحقيق رغائبه، وسيكونون وكلاء ينوبون عنه في بلادهم... وهذه هي الثقافة التي سعى الغرب لنشرها ونقلها إلينا وهذا دليل نجاحه.. وهذه هي ثمرة الغزو الإعلامي.
المصدر اسلام ويب

صلاح الدين الأيوبي



صنع الرجال أعظم صنعة، وبناء الإنسان أشد من بناء ناطحات السحاب، وهناك رجال الواحد منهم بألف، كما أن هناك ألوفًا لا يساوون رجلاً واحدًا.

وفي وسط الظلام الدامس، والأيام الحالكة، والليالي المفعمة بالسواد، يتراءى للناس شعاع من نور الله، فيبعث الله لهم من يجدِّد لهم أمر دينهم، وشئون حياتهم، فيقيض الله لهذه الأمة رجالاً يحملون همَّ هذا الدين، فيتركون الدنيا وزينتها، ويجعلون زخرفها وراءهم ظهريًّا.

وصلاح الدين الأيوبي -رحمه الله- كان من هذا الطراز، رجلٌ أُمَّة. وهو إحدى معجزات الإسلام الباهرة، وإحدى آياته الظاهرة.. ولكن لماذا الحديث عن صلاح الدين؟ أهو تغنٍّ بالماضي أم بكاء على الأطلال؟ أم أنه تحسر على الواقع المرير؟

والحق إن الحديث عن صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله- أمر مطلوب، أو قُلْ: هو ضرورة إسلامية وفريضة شرعية؛ لأمور منها:

أولاً: لأن القدس في محنةٍ أشبه بما كانت عليه قبل مجيء صلاح الدين الأيوبي.

ثانيًا: لأن الأمة اليوم ضلت طريق الهدى، وتنكبت طرق الصلاح، ودع عنك طريق السلام المزعوم.

ثالثًا: لأن أمتنا في حاجة إلى من تقتدي به في عصرٍ قَلَّت فيه القدوات، وانعدمت فيه الرجال.

رابعًا: لأن أمتنا تنتظر مثيلاً لصلاح الدين الأيوبي؛ ليعيد لها عزتها وكرامتها.

خامسًا: لأن استقراء التاريخ أمر ضروري لتعرف الأمة كيف انتصر السلف؛ ليسير على الطريق الخلف، ولتعليم كيف أعيدت القدس أولاً؛ لتعمل بنفس الطريقة على إعادتها ثانيًا.

سادسًا: لأن التفاؤل بالنصر أمر مطلوب، ومهما علت دولة الباطل فإنها ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة؛ فلا داعي لليأس، ولا حاجة إلى القنوط، بل العمل العمل، فنحن بحاجة إلى عطاء الأغنياء، وبذل العلماء، وجهاد الأتقياء، ومثابرة الدعاة، وعزائم الرجال. نعم، بحاجة إلى لمِّ الشمل، وشحذ الهمم، وتكاتف القوى، ونبذ الخلاف، وتوحيد الصف، وحسن التوكل على الله .

صلاح الدين الأيوبي .. الأصل والنشأة
لم يكن صلاح الدين -رحمه الله- من الأصل العربي الذي يتغنى به كثير من أدعيائه، والحق إن صلاح الدين -رحمه الله- كان من عائلة كردية، كريمة الأصل، عظيمة الشرف، ولد في تكريت، وهي بلدة قديمة تقع بين بغداد والموصل، وكان أبوه حاكمًا لقلعة تكريت. والحق إن عراقة النسب لا تشفع لسوء الخلق، ورفعة الحسب لا تغني عن ضعف الدين، وهل كان أكثر عظماء هذه الأمة وبُناة هذه الحضارة إلا من مسلمي غير العرب؟! وسَلْ عن ذلك التاريخ يخبرك بأسماء لامعة مثل البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم من أهل العلم وقادة الجيوش.

ومن غريب ما وقع، أن ولادة صلاح الدين يوسف بن نجم الدين أيوب بن شادي، صادفت إجبار أبيه على الخروج من تكريت، فتشاءم أبوه منه، فقال له أحد الحضور: فما يدريك أن يكون لهذا المولود ملكٌ عظيم له صيت؟!

ولما هاجر نجم الدين أيوب من تكريت، كان نزوله إلى الموصل عند عماد الدين زنكي، فأكرمه، ونشأ الطفل صلاح الدين نشأة مباركة، درج فيها على العز، وتربى فيها على الفروسية، وتدرب فيها على السلاح، ونما فيها على حب الجهاد، فقرأ القرآن الكريم وحفظ الحديث الشريف، وتعلم من اللغة ما تعلم.

صلاح الدين الأيوبي وزيرا في مصر
كانت مصر قبل قدوم صلاح الدين مقر الدولة الفاطمية، ولم يكن للخليفة الفاطمي سوى الدعاء على المنابر، وكانت الأمور كلها بيد الوزراء، وكان وزير الدولة هو صاحب الأمر والنهي، ومن ثَم فقد كانت مصر نهبًا للثورات الداخلية بين الطوائف المختلفة، من مماليك أتراك وسودانيين ومغاربة. ولما رأى القائد نور الدين محمود هذه الخلافات، وبدا له طمع ملك بيت المقدس أموري الصليبي في دخول مصر، أرسل نور الدين محمود من دمشق إلى مصر جيشًا بقيادة أسد الدين شيركوه، يساعده ابن أخيه صلاح الدين، فلما علم الصليبيون بقدوم أسد الدين شيركوه، تركوا مصر، ودخلها أسد الدين، وقربه الخليفة الفاطمي، ثم لم يلبث أن عُيِّن وزيرًا بعد ذلك، ولم تستمر له الوزارة سوى شهرين، فاختار الخليفة ابن أخيه صلاح الدين وزيرًا خلفًا له.

حيكت المؤامرات من أرباب المصالح، وأصحاب المطامع، ولكن صلاح الدين الأيوبي تغلب عليها كما تغلب على الفتن الخارجية، وبدا لصلاح الدين ظهور التشيع في مصر، فأسس مدرستين كبيرتين هما المدرسة الناصرية، والمدرسة الكاملية حتى يحوِّل الناس إلى مذهب أهل السنة؛ تمهيدًا للتغيير الذي يريده. وكان نور الدين محمود في دمشق يكثر من إلحاحه على صلاح الدين الأيوبي لتغيير خطبة يوم الجمعة وجعلها باسم الخليفة العباسي "المستضيء"، بدلاً من الخلفية الفاطمي "العاضد". وما كان ذلك طلب "نور الدين" وحده، بل كان طلب الأمة كلها، لكن صلاحًا -رحمه الله- كان يتريث ويتحين الوقت المناسب، فلما مرض الخليفة الفاطمي خطب الجمعة باسم الخليفة العباسي، وأصبح صلاح الدين الأيوبي سيد مصر، ليس لأحدٍ فيها كلمة سواه.

صلاح الدين الأيوبي وبيت المقدس
كان صلاح الدين -رحمه الله- مفعمًا قلبه بحب الجهاد شغوفًا به، قد استولى على جوانحه. وقد هجر -رحمه الله- من أجل ذلك أهله وولده وبلده، ولم يكن له ميل إلا إليه، ولا حب إلا لرجاله. يقول القاضي بهاء الدين بن شداد: "وكان الرجل إذا أراد أن يتقرب إليه يحثه على الجهاد، ولو حلف حالف أنه ما أتفق بعد خروجه إلى الجهاد دينارًا ولا درهمًا إلا في الجهاد أو في الأرفاد، لصدق وبرّ يمينه".

إن لكل رجل همَّه، وهمُّ الرجل على قدر ما أهمه، وكأني بابن القيم -رحمه الله- يصف صلاح الدين الأيوبي حين قال: "النعيم لا يدرك بالنعيم، وبحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة، فلا فرحة لمن لا همَّ له، ولا لذة لمن لا صبر له، ولا نعيم لمن لا شقاء له، ولا راحة لمن لا تعب له".

وإذا النفوس كن كبارًا *** تعبت في مرادها الأجسام

وهكذا كان صلاح الدين -رحمه الله- كانت حياته كلها جهاد، وكان يعود من غزو إلى غزو، ومن معركة إلى معركة، وكانت معركة حطين من معاركه التي كتبت له بأقلام من نور على صفحات من ذهب، وسطرت على جبين التاريخ شاهدة له بكل معاني الجهاد والتضحية. وكان من كلامه -رحمه الله-: "كيف يطيب لي الفرح والطعام ولذة المنام وبيت المقدس بأيدي الصليبيين؟!!".

يقول بهاء الدين بن شداد واصفًا صلاح الدين: "كان -رحمه الله- عنده من القدس أمر عظيم لا تحمله إلا الجبال". وقال أيضًا: "وهو كالوالدة الثكلى، يجول بفرسه من طلب إلى طلب، ويحث الناس على الجهاد، ويطوف بين الأطلاب بنفسه وينادي: يا للإسلام، وعيناه تذرفان بالدموع، وكلما نظر إلى عكا، وما حلَّ بها من البلاء، اشتد في الزحف والقتال، ولم يطعم طعامًا ألبتة، وإنما شرب أقداح دواء كان يشير بها الطبيب، ولقد أخبرني بعض أطبائه أنه بقي من يوم الجمعة إلى يوم الأحد لم يتناول من الغذاء إلا شيئًا يسيرًا لفرط اهتمامه".

أرأيت أخي القارئ همته وهمه، إنه لم يطعم الطعام من الجمعة إلى الأحد، إنه كما قال القائل:

همم تفادت الخطوب بها *** فهُرِعن من بلد إلى بلد

إن صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله- كانت له غاية، وهو في غايته لا يرضى بدونها، إنه يتمثل قول القائل:

ونحن أناس لا توسط عندنا *** لنـا الصدر دون العالمين أو القبر

تهون علينا في المعالي نفوسنا *** ومن خطب الحسناء لم يغله المهر

ولقد أراد صلاح الدين الجنة ورضي بها مقرًّا بدلاً عن الدنيا، وقدم لها المهر غاليًا رحمه الله.

وما أن أكرم الله "صلاح الدين" في حطين، حتى جاءته رسالة على لسان المسجد الأقصى جاء فيها:

يا أيها الملك الـذي *** لمعـالم الصلبـان نكس

جاءت إليك ظـلامة *** تسعى من البيت المُقَدَّس

كل المساجد طهرت *** وإنا على شرفي أُدنـس

وأكرم الله بيت المقدس بصلاح الدين كما أكرم صلاح الدين ببيت المقدس ففتحه في 27 رجب عام 583هـ، وقام القاضي محيي الدين بن زكي الدين ليخطب أول جمعة بعد قرابة مائة عام، وكان مما قال مخاطبًا صلاح الدين وجيشه: "فطوبى لكم من جيش! ظهرت على أيديكم المعجزات النبوية، والوقعات البدرية، والعزمات الصديقية، والفتوحات العمرية، والجيوش العثمانية، والفتكات العلوية. جددتم للإسلام أيام القادسية، والوقعات اليرموكية، والمنازلات الخيبرية، والهجمات الخالدية، فجزاكم الله عن نبيكم  أفضل الجزاء".

لماذا انتصر صلاح الدين الأيوبي ؟
لم يكن صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله- ممن يبحث عن ألقاب زائفة، أو دنيا زائلة، لكنه كان داعية حق، ورجل معركة، وصاحب عقيدة، ومن ثَم فلم يكن انتصاره -رحمه الله- صدفة واتته، أو حظًّا أدركه، وإنما كان قدر الله بعد الأخذ بالأسباب، ومن هذه الأسباب:

1- تقوى الله والاحتراس من المعاصي:

يقول واصفوه: إنه -رحمه الله- كان خاشع القلب، غزير الدمعة، إذا سمع القرآن الكريم خشع قلبه ودمعت عينه، ناصرًا للتوحيد، قامعًا لأهل البدع، لا يؤخر صلاة ساعة عن ساعة، وكان إذا سمع أن العدو داهم المسلمين خرَّ ساجدًا لله قائلاً: "إلهي! قد انقطعت أسبابي الأرضية في دينك ولم يبق إلا الإخلاد إليك، والاعتصام بحبلك، والاعتماد على فضلك، أنت حسبي ونعم الوكيل". ومن جميل ما ذكر عنه أنه كان يواظب على سماع الحديث، حتى سمع جزءًا من الحديث وهو واقف بين الصفين، وقال في ذلك -رحمه الله-: "هذا موقف لم يسمع أحد في مثله حديثًا".

2- الإعداد الكامل والاهتمام البالغ بقضية التحرير:

وقد بلغ من اهتمامه ألا يجعل لنفسه سكنًا، بل خيمة تضرب بها الرياح يمنة ويسرة، وقيل في وصفه: "كان رحمه الله عنده من القدس أمر عظيم لا تحمله إلا الجبال". كما ظهر اهتمامه بصناعة الأسلحة، وبناء السفن، وعمل المفرقعات، وتركيب الألغام والمجانيق، وغيرها من أدوات القتال.

3- توحيد البلاد:

وهذا ما صنعه صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله- من يوم أن ولي وزارة مصر، وأسندت إليه سلطنتها، حيث رفض المذهب الشيعي، وأبطل الدعاء للخليفة الفاطمي وجعله للخليفة العباسي.

4- هدفه من القتال:

لم يكن هدفه -رحمه الله- إعلاء صيته، أو تصيد الثناء من الناس، وإنما كان إعلاء كلمة الله. واسمع إليه حين يقول: "في نفسي أنه متى ما يسَّر الله تعالى فتح بقية الساحل، قسَّمتُ البلاد، وأوصيتُ، وودعت، وركبتُ هذا البحر إلى جزائره، أتبعهم فيها حتى لا أُبقي على وجه الأرض من يكفر بالله أو أموت!!!".

وفاة صلاح الدين الأيوبي
مات صلاح الدين -رحمه الله- كما مات من سبقه من البشر من الأنبياء والمرسلين والدعاة والمصلحين، إذ مرض -رحمه الله- في 16 صفر 589هـ، ووافته المنية في 27 صفر 589هـ. ولئن كانت روحه قد فارقت جسده، وانتقل بجسده وروحه عن دنيا الناس، إلا أن أعماله الخالدة حيّة يذكره الناس بها في كل آنٍ، ويتطلع الناس إلى مثلها في كل مكان.

والآن.. أليس الوضع هو الوضع والحال هو الحال؟!

تالله ما أشبه الليلة بالبارحة! وما أشبه اليوم بالأمس! أمة ممزقة إلى أجزاء، ومجزأة إلى أوصال، ومتقطعة إلى دويلات، في كل دولة ودويلة حاكم وسلطان، وفي كل محلة راية وأعلام، وفي كل زاوية رأي وفقيه، مع اعتزاز كل ذي موقف بمكانه، وإعجاب كل ذي رأي برأيه.. كل ذلك مع ضياع القدس وانتهاب فلسطين، وانتهاك الحرمات وهتك الأعراض، وقتل الأطفال، ودك البيوت. فهل للمسلمين من صلاحٍ جديد يصلح الدنيا بالدين، ويجدِّد للناس دينهم؟! نسأل الله ذلك.

المصادر:

1- "صلاح الدين الأيوبي بطل حطين" د. عبد الله ناصح علوان.
2- "أيعيد التاريخ نفسه؟" د. محمد العبدة.
3- "صلاح الدين الأيوبي" بسام العسيلي.
4- "صلاح الدين الأيوبي" أبو الحسن الندوي.

المصدر: موقع إسلام ويب.

المصدر هنا

Copyright @ 2013 alislamic .